أول وسيط للمملكة يؤمن بالعدالة الانتقالية.. حزب “الكتاب” يحتفل بمسار بنزاكور

أول وسيط للمملكة يؤمن بالعدالة الانتقالية.. حزب “الكتاب” يحتفل بمسار بنزاكور

النقاط الرئيسية

النقطة المهمةالتفاصيل
تأبين عبد العزيز بنزاكورحزب التقدم والاشتراكية نظّم ندوة لتأبينه بعد مرور ستة أشهر على وفاته
الشهادات المقدمةعديد من الشخصيات أثنت على مساره السياسي والقانوني والحقوقي
شهادات من أبرز القاماتشهادات من محمد نبيل بنعبد الله، عبد اللطيف وهبي، آمنة بوعياش، محمد الصديقي، مبارك بودرقة، ومحمد سعيد بناني

موازاة مع مرور ستة أشهر كاملة على وفاته، اختار حزب **التقدم والاشتراكية** (رمزه الكتاب) تأبين **عبد العزيز بنزاكور**، المناضل السابق وأول وسيط للمملكة وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة سابقا ونقيب للمحامين وحقوقي كذلك، بحضور أعضاء الحزب وحقوقيين وشخصيات سياسية وأصدقاء الراحل الذين رافقوه مهنيا.

ندوة التأبين

ندوة التأبين التي احتضنها المقر المركزي لـ”حزب الكتاب”، مساء الثلاثاء، عرفت شهادات في حق الراحل بنزاكور من قبل المتدخلين الذين أثنوا على **“شجاعته السياسية وتسخير موقعه كمحام لنصرة المستضعفين والمظلومين وضحايا الاعتقال والمحاكمة السياسية في زمن الجمر والرصاص”**، مشيدين بـ”تنوع مساره بين الحقوقي والسياسي والقانوني”، معتبرين رحيله **“خسارة للمغرب”** في أحد المؤمنين بفلسفة العدالة الانتقالية ودولة الحق والقانون.

وكانت هذه الغزارة من الشهادات بحضور اثنين من أبناء الراحل اللذين استمعا لمجمل ما قيل في رثاء وتأبين أبيهما الذي رأى النور سنة 1943 والتحق بحزب التقدم والاشتراكية بداية ستينات القرن العشرين، قبل أن يخوض غمار المحاماة ويختص في قضايا المحاكمات السياسية، مما أهّله لأن يكون من بين أعضاء هيئة الإنصاف والمصالحة وأول وسيطٍ للمملكة.

بنعبد الله: مدافعٌ عن الحرية والديمقراطية

البداية كانت مع **محمد نبيل بنعبد الله**، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي أبرز أن الفقيد بنزاكور “ظل أحد أهم القامات الوطنية البارزة المتميزة بقيمتها المضافة العلمية والحقوقية والسياسية، وهو ما يؤكد ضرورة الاستمرار في تبني جميع ما كان يدافع عنه طيلة مساره، إذ إن من جميل الصدف أن يُخلق الحزب وبنزاكور في السنة نفسها”.

وقال بنعبد الله ضمن كلمة تأبينية إن الفقيد كان **“نموذجا راقيا للمناضل الملتزم والمثقف الكفؤ والحقوقي العادل المدافع عن الحرية والديمقراطية”**، حيث اختار أن يكون محاميا لجميع المستضعفين والمعتقلين السياسيين زمن الجمر والرصاص، فضلا عن كونه أحد الأعمدة الأساسية المقتحمة للفعل النضالي الميداني على الرغم من كونه كان يفضل الاشتغال بعيدا عن الأضواء”، معتبرا أن **“رحيل الفقيد لم يكن بالرحيل السهل لكونه ظل ذا أثر إيجابي أينما حل وارتحل”.

وهبي: أستاذي في المحاماة

بدوره، اختار **عبد اللطيف وهبي**، وزير العدل، المساهمة من موقعه بشهادة عن بنزاكور الذي اعتبره أستاذا له في عالم المحاماة، ونموذجا للرجل القانوني والحقوقي، حيث كان يعبر عن خزان للدروس في الأخلاق ومفهوم الوطنية عبر وجوده الدائم والمتواصل في مختلف الأحداث والمحطات الوطنية.

وقال وهبي ضمن مداخلته: “هو أستاذي في المحاماة وكنا نعتبره نموذجا، وكان كذلك مناقشا ويتعامل بأبوية قانونية وبكل تواضع، فقد كانت توجيهاته القانونية تساعدني كمحام يظل صاحب فكرة المناظرة داخل هيئة المحامين”، نافيا أن يكون هناك **“تأثر للصداقة البينية باختلاف اللون السياسي”.

بوعياش: خسارة للجسم الحقوقي

المسار الغني للراحل وارتباطه أساسا بالمجال الحقوقي استدعى شهادة من **آمنة بوعياش**، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي اعتبرته **“كفاءة حقوقية وقانونية وسياسية ذات مسار غني بين السياسة والقانون والحقوق، حيث كان من المساهمين في ركن الذاكرة والاعتراف بمجلس حقوق الإنسان”.

ولفتت بوعياش إلى أن رحيل عبد العزيز بنزاكور يبقى **“خسارة للجسم الحقوقي بالمملكة”**، إذ كان قدوة للشباب وذا مسار غني ومتنوع يتضح اليوم ونحن نقوم بتأبينه. لقد كان رمزا للكفاءة والمسؤولية ونكران الذات والدفاع عن الحقوق التي ترافعنا عنها بشكل مشترك من داخل هيئات من أجل الحقيقة والإنصاف”.

الصديقي: مساندٌ للمظلومين

بدوره، فضل **محمد الصديقي**، محامٍ نقيب سابق، الإفصاح عن شهادته في حق بنزاكور، حيث لفت إلى أن هذا الأخير **“كان من بين من يرون أن دور المحامي يجب أن يرتكز أساسا على الدفاع عن ذوي الحقوق والمظلومين والمقهورين وضحايا المحاكمات الصورية والسياسية، إذ تجند خلال سنوات السبعينات لتطبيق هذه الفلسفة وقتها”.

وتابع الصديقي ضمن مداخلته قائلا: “علاقتي بالسيد بنزاكور تعود إلى سنوات الستينات تحديدا، بعد أن كان لدينا انتماء مشترك للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أوطم، قبل أن نعود لنلتقي بشكل دوري خلال كل المحاكمات السياسية التي كانت تعرفها محاكم المملكة وقتها عندما كنا محامين”، مردفا: “بنزاكور كان كذلك كشهادة منا من بين أنشط أعضاء هيئة الإنصاف والمصالحة وقتها، وكان يبحث بعمق عن الحقيقة ضمن ملفات عالقة، حيث كان معطاء”.

بودرقة: حريص على الحقوق

من جانبه، أوضح **مبارك بودرقة**، عضو سابق بهيئة الإنصاف والمصالحة، أن **“الراحل كان من بين القانونيين الذين يؤمنون بأن جميع الانتهاكات التي طرأت خلال القرن الماضي يجب أن تبرر خلال جلسات الاستماع لهيئة الإنصاف والمصالحة، وهو كذلك من بين من تعلمنا منهم في مجال المحاماة”.

وسرد بودرقة جانبا من علاقته ببنزاكور، قائلا: “من بين أبرز اللقاءات الثنائية تلك التي كانت مع الراحل بالقصر الملكي عند تعيين الأعضاء الجدد للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في صيغته الثانية”، مشيدا بتشبثه **“بفلسفة التحكيم”.

بنّاني: مؤمنٌ بالعدالة الانتقالية

من بين المتدخلين كذلك ضمن الندوة التأبينية لأول وسيطٍ للمملكة، **محمد سعيد بناني**، المدير السابق للمعهد العالي للقضاء، الذي استحضر بعضاً من مظاهر علاقته بالفقيد ضمن ردهات قاعات الجلسات، فقد اعتبره **“من بين العاملين على التقاضي بحسن نية، وذا مذكرات ترافعية دقيقة وذات فهم قانوني تربط النتائج بالأسباب”.

وأكد بناني، ضمن كلمته بهذا الخصوص، أن **“بنزاكور كان مؤمنا بسمو مشروعية العدالة الانتقالية كإطار ثقافي وقانوني من خلال الانتقال من دولة القانون إلى دولة الحق والقانون”، مشيدا بـ”مساهمته في الرقي بالقضاء وعمل كل من القاضي والمحامي”، معتبرا إياه **“أستاذا بكل الصفات يمكن الافتخار به”.

FAQ

ما هي مناسبة تنظيم ندوة التأبين لعبد العزيز بنزاكور؟

تم تنظيمها بعد مرور ستة أشهر على وفاته.

ما هي أهم النقاط التي شهدت عليها الشخصيات الحاضرة؟

أشادوا بشجاعته السياسية والتزامه بالدفاع عن الحقوق والعدالة الانتقالية.

من هم أبرز الشخصيات التي قدمت شهاداتها؟

من بينهم محمد نبيل بنعبد الله، عبد اللطيف وهبي، آمنة بوعياش، محمد الصديقي، مبارك بودرقة، ومحمد سعيد بناني.

ما هو الإرث الذي تركه عبد العزيز بنزاكور؟

ترك إرثا غنيا في المجال الحقوقي والسياسي، وكان قدوة للشباب.



اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Pin It on Pinterest

Share This